يُحكى أنه كان يوجد سلطان ، له وزير حكيم ، يصاحبه على الدوام ، ويستشيره في كل الأحوال.
وكان كلما أصيب الملك بما يكدر مزاجه ، ويثير حنقه ، قال له الوزير: "لعله خير" ، فيهدأ السلطان على الفور ويزول ما به من الغضب لعلمه أن كل ما قدره الله للإ
نسان خير حتى وإن بدى له ضد ذلك .
وفي يوم من الأيام ، بينما يقوم السلطان بتقطيع فاكهة بالسكين ، انزلقت منه وقطعت عقلة اصبعه ، فقال له الوزير "لعله خير" ، فاغتاظ السلطان وقال له مالخير في ذلك !! وأمر بحبس الوزير ...
وبينما يقتاده الحراس نحو السجن إذ به يقول "لعله خير" ...
وفي يوم من الأيام ، خرج السلطان للبراري لممارسة هواية الصيد التي يهواها ... وراح يطارد غزالة وراء التلال حتى اختفى وتاه عن جنده ....
فوقع في يد قبيلة تعبد الأوثان ، وقررو ذبحه وتقديمه قربانا لآلهتهم ...
وقبيل ذبحه اكتشفو أن إصبعه مقطوع وأنه لا يصلح قربانا فأطلقو سراحه ...
رجع السلطان لجنده فرحا وعاد لقصره وأمر بإخراج الوزير من السجن ومكافأته .... وبينما يحتفلان بنجاة السلطان قال لوزيره : لقد صدقت فقد كان قطع إصبعي خير لي ... لكني عندما أمرت بسجنك قلت لعله خير ، فما الخير في ذلك؟
رد الوزير قائلا: لو لم تسجني لرافقتك في رحلة الصيد ولقبضو علي معك ، ولقدموني قربانا بدلا منك ..
فلــرُب أمْــــر مُسخط لك في عواقـــــبه رضـــــا ...
ورُبما ضــــاق المضيـــــق ولرُبـــــما اتسع الفضـــا
الله يفـعــــل ما يشـــــــــــاء فَــ لا تكــــن معترضــــــا ...
الله عـــودك الـجميـ ـــل فـــقس على ما قــــــد مضـى
شيء مس قلبي
***
دمتم بحفظ الخبيـــــــــــــــــــــر